كم تحدثنا ونتحدث عما يدعى "حب"، وأطلقنا عليه عدة معان وكلمات مرادفة تقصده ،
بل أحيانا تقصد المشاعر التي يتسبب لنا بها .
فمثلا قلنا عنه إنه العشق وإنه الغرام وإنه الهيام،
وغير
ذلك من المسميات التي أوجدناها وجُدنا في تعبيرنا عنها.
لكن هنالك سؤال مهم بل في غاية الأهمية لم نسأله لأنفسنا ، وهو إذا كان هنالك على وجه الأرض حبا بالفعل، فهل فكرنا عند من نجده؟،
بل وهل فكرنا إذا وجدناه هل ثمة من يحافظ عليه؟...!!!
قد نشعر تجاه شخص معين بشعور جميل لم نشعره من قبل، شعور أحيانا لا نسطيع وصفه بالكلمات أو بأي حرف من حروف الأبجدية،
أنا أوافق على ذلك، وأوافق أن هنالك شعور عظيم لطالما تعطشنا إليه جميعا رحالا ونساءا. السؤال الذي يطرح نفسه لماذا بلا تفكير مسبق وبلا أي تردد ندعو هذا الشعور بال"حب"؟؟
ألن نحكم التفكير قبل قرارنا بأنه حب،
ونتعمق في خفايا هذا الشعور الذي ينتابنا؟؟.
فقد يكون هذا الشعور أحيانا ليس حبا بالفعل، قد يكون مجرد إستلطاف من الطرفين،
أو قد يكون الطرف الآخر يشعر تجاهنا بشعور مغاير لما نحن نشعر به، مثل مجرد الصداقة أو الأخوة أو غير ذلك من المسميات والإعتقادات،
مما يسبب لنا الإحباط وعدم القدرة كما نعتقد على الإستمرار بعيش هذه الحياة،
وذلك يؤدي بنا أيضا في غالب الأحيان للجوء إلى الإستماع إلى الأغاني الحزينة واللجوء إلى الوحدة، وعدم مخالطة البشرية،
بل ونبدا باللجوء لكل الأصدقاء لحل هذه المشاكل، ونبدأ باللجوء بكتابة مشاكلنا وطرحها عبر الإذاعة والمواقع في الشبكة العنكبوتية، فيظن البعض أننا تعقدنا، وأن عقولنا ذهبت إلى واد غير ذي زرع.
فبذلك خسرنا أولا ثقتنا بأنفسنا حسب إعتقادنا، وذلك بالإنشغال بالتفكير:هل سنستطيع أن نحب مرة أخرى، أم هل نضع حدا لهذه الحياة؟ أمر آخر هو خسارتنا للنظرة الإيجابية من ناحية الناس. قد يقول البعض ما لنا ومال كلام الناس،
أنا لا أعارضهم بذلك ولكن السمعة الطيبة لا تكتسب بالسهولة.
الذي أريد أن نستخلصه، بانّ هذه المشاعر التي تنتابنا من شخص معين احترمناه وقدرناه، وشعرنا تجاهه بارتياح معين، قبل حكمنا على هذه المشاعر بأنها "حب" يجب علينا دراسة الأمر،
بل والتعمق والتغلغل في التفكير، لئلاّ يصيبنا الإحباط والشعور حسب اعتقادنا بعدم القدرة على الإستمرار بمعيشة هذه الحياة، اذا خاب أملنا واكتشفنا أن هذا الشعور الذي توهمناه، نتيجته في نهاية الأمر،
أنه كان مجرد استلطاف او صداقة معينة او حتى أخوة.
(
[center][right]